أنواع من الرجال, (1) زوجي ومئات النساء

زوجي ومئات النساء – أنواع الرجال -1

من أرشيف الاستشارات بقلم د.حنان درويش

جاءتني تبكي .. قالت : هل أنا متخلفة ؟ هل أفكاري بالية ؟ هل أنا لا أعيش عصري ؟ لماذا يقول زوجي أنه يحبني ولا يستطيع التخلي عني ..مع كل علاقاته النسائية المتعددة ، فلا يكاد يمر يوم إلا ويتعرف على إمرأة أو اثنتين .. ألهذا الحد رخصت النساء ؟.

زوجي كل تعاملاته مع النساء وجواله به مئات الآرقام لنساء ، وإن سألته يقول : هذا عملي وتلك لقمة عيشي ..

طلبت مني إجابة .. من المخطيء .. هل من حق الزوجة أن تطلب من زوجها أن يقطع علاقاته بالنساء دونها ؟؟هل من حق الزوجة أن لايكون له علاقة بأي إمرأة الا في أضيق نطاق ، أو لضرورة؟

حقيقة الأمر جد خطير .. وكل رجل وله طابع وتحيطه ظروف تختلف عن الآخر .. فمن الرجال من يستمتع لمجرد التعامل المجرد مع النساء يستمتع بصوت المرأة يستمتع بأن يحاورها يستمتع بأن يطلب منها خدمة أو يقدم لها خدمة في حين لو طلبت منه زوجته نفس الأمر لا يفعل بل ويتجاهلها .

لكل مقام مقال ولكل موقف تعليق .. حينما أجيبك أيتها الزوجة المقهورة لابد أن أعرف مزيدا من التفاصيل 

قالت : زوجي بكل مناسبة يتعرف على النساء في محيط عمله ، في النادي ، بالحي الذي نسكن فيه ، بمؤتمرات  ،بلقاءات رسمية أو غير رسمية بمناسبات عائلية يملأ أجندته بأرقام النساء ويتصل بالمرأة ويذكرها بنفسه كأنه يعرفها من سنوات ويتواصل معها والغريب أن النساء تطاوعنه وتفرح لأنه يعرض المقابلات والعزومات على الطعام والهدايا ويعرض خدماته .. التي بلا زوج يعرض الزواج منها ، التي تروي له تعاستها مع زوجها ينصحهابالطلاق لينجدها منه ويعوضها عما رأت من قسوة بحياتها .. والفقيرة يعدها برغد العيش معه والغنية يعرض عليها إدارة مالها ومشاركته ..لديه حل ومدخل لكل النساء .. ألم يقابل إمرأة تسأل عنه قبل الموافقة على التوصل معه ؟.

هذا الرجل مريض لأنه ينفق وقته وماله بلا هدف بلا سبب بلا مبرر لكنه قد يحقق عوضاً عن نقص بذاته .

لكن أن النساء لايرفضن معرفته أو علاقته بهن ، و إن اعترض أي شخص على أفعاله من الأهل والزملاء والمعارف : يقول : أنا شخص جذاب تطاردني النساء و لا ترفضني النساء ماذا أفعل؟ .. على الرغم من أنه  يعلم أنه من يسعى  ويلهث وراء النساء لكنه يقنع نفسه أن المرأة لا ترفض التعارف عليه لجاذبيته ولرغبتها الجارفة في التعرف عليه .

تصور عزيزي القاريء كم عمر هذ الرجل صاحب تلك المشكلة ستة وخمسون عاما .. تصور .. يعذب زوجته ويقهرها ويتشدق بشبابه وكبرها وهو في هذا العمر ، بدلا من أن ينعي شبابه ، ويندم على هفواته ، ويقدم خبرته لأولاده ويعيش فترة الاستقرار والسكن والهدوء ويشع بيته مودة ورحمة ..اختار أن يتحدث مع النساء عبر الشات بكل أصنافهن ويوهم كل إمرأة انه وحيد غير متزوج محروم من الحب والمشاعر الجميلة .

وبدلا من أن يخصص أمواله لبيته وأولاده ينفق بل ويستمتع بالإنفاق على النساء بالمطاعم حيث يظهر أمام المرأة أنه ميسور وأنه كريم وأنه يمكن أن يتعرف عليها بأغلي وأرقي الأماكن ويدفع الكثير ليوهمها أنه ليس متزوجا ويبحث عن شريكة حياته .

ومعظم النساء مهما علا شأنهن يبهرهن نعومة الرجل وماله .. فتوافق على العلاقة معه وماعليه إلا أن يهرب منها ويبحث عن غيرها ، لتصبح رقما في قائمة المعجبات به والساعيات للزواج منه ويعلن أن فلانة طلبت منه الزواج ورفضها .

لا يندم بل ولا يعترف بأن مايفعله خطأ من الأساس ، يقول من حقي أن أتزوج ومن حقي أن أختار .. مئات النساء فعل معهن هذا ، ويقول أن مايفعله بحثاعن زوجة.. لأن هذا حقه الشرعي ، والزوجة مجرد مشاهد في ساحة المسرح الكئيب .

إليكم المفاجأة أعزائي ..هذا الرجل متزوج من إمرأة غير الزوجة الراوية المقهورة .. الزوجة الأولى هجر فراشها من سنوات عديدة بحجة أنها كبرت رغم أن عمرها من عمره ..والزوجة الثانية الراوية لتلك القصة أصغر منه بسبع سنوات وتشتكي بأنه يهجرها ويتعامل معها أختاً له ، وخادمة في بيته فقط .

أتودون أعزائي القراء أن أصدقكم القول .. تلك المرأة جميلة حقا وشابة وتبدو أصغر كثيرا من عمرها ومازالت لديها الرغبة في زوجها وفي الحب وفي الحياة والمتعة الحلال .

ترى كيف نعالج هذا الرجل الذي يسعى وراء النساء؟ 

أنا لدي حل واحد.. هو دعوة إلى كل النساء والفتيات لا تقدمي نفسك فريسة سهلة لأي رجل مهما كان .. ولا تتعرفي وتقيمي علاقة مع رجل لا تعرفين عنه كل شيء .. حينما يكذب الرجل ويتقدم لك بأسلوب ناعم خاصة من يقول تزوجت ولم أجد السعادة مع زوجتي

أو يقول زوجتي تظلمني أو أو .. أو مثلما يقول هذا الرجل للنساء زوجتي لا تشبع رغبتي لأنها باردة وفي الحقيقة هو البارد المقصر الهاجر لفراش زوجاته ، أوالذي لايملك إمكانية إمتاعهن وفاء بحقهن الشرعي .

ضعي نفسك مكان تلك الزوجة المخدوعة المقهورة ولا يغرك ما يقول ربما يكون أسلوبه ناعم مغري مبهر ساحر .. كوني أكثر ذكاء ولا تقعي في شركه ..كوني أكثر عزة نفس لاتغرينك كلمة معسولة ولا أكلة هنية ولا هدية ثمينة كل هذا سيضعك في قائمة النساء اللاهثات وراء الرجال .

الزمي بيتك بكل عزة وكرامة وليأتي هو لمقابلة أهلك ومقابلتك وسط أهلك ولا تمكنيه منك ولا يستمع منك لما يرغب فيه إلا بعد أن يكد ويتعب ويشقي للحصول على موافقتك وعلى رأي المثل المصري كل فولة ولها كيال يانساء العرب.

لكن إجابة السؤال : هل أطلب الطلاق من هذا الزوج ؟ إن كنتِ لا تطيقين الحياة بهذا الحرمان ويمكن أن تقودك أفكارك وميولك للحرام فورا تتخذي قرار الطلاق .

أما إن كان الأمر لا يصيبك بأن ضرر فعليكي الصبر واستكمال الحياة وكلنا منا سيحاسبه الله لاتعذبي نفسك ولا تشغليها بافعاله فهو وحده الذي سيدفع ثمنها .. وحتما سيكف يوما عن هذا لأنه يكبر ، ويشفى .